مع اقتراب موسم الأعياد، تتبنى العديد من الثقافات حول العالم روح الاحتفال بمجموعة من الحلويات الشهية. من المعجنات الغنية إلى الحلويات البسيطة، تعكس هذه الحلويات الاحتفالية التقاليد والنكهات المحلية لمناطقها. لنبدأ رحلة حلوة نستكشف خلالها الحلويات العيدية من زوايا مختلفة من العالم، كاشفة ليس فقط عن مذاقها الرائع ولكن أيضًا عن القصص وراءها.
بانيتوني هو خبز إيطالي تقليدي لعيد الميلاد، معروف بشكله القبة ونكهته الغنية. أصله من ميلانو، وهو خبز حلو محشو بالفواكه المجففة والزبيب، مما يخلق انفجارًا لذيذًا من النكهات. يتم إعداد العجينة بعناية باستخدام عملية تخمير طويلة، مما يمنحها قوامها الرقيق. غالبًا ما يستمتع الإيطاليون بتقطيع بانيتوني ومصاحبته مع النبيذ الحلو.
سترولن دريسدنر هو خبز احتفالي دخل في العديد من تقاليد الأعياد. هذا الكعك الكثيف ممتلئ بالفواكه المجففة والمكسرات والتوابل، وغالبًا يُرش بالسكر البودرة ليشبه مشهدًا مغطى بالثلوج. تاريخيًا، كان الستولن رمزًا للمسيح، وشكله يمثل الطفل المسيح ملفوفًا في الأقمطة. تقطيع الستولن يمنح الدفء والفرح، مما يجعله حلوى عيد مفضلة.
في فرنسا، يُقدم سجل يولي أو بوتش دي نويل كحلوى كلاسيكية خلال عيد الميلاد. يُلف هذا الكيك الإسفنج المطوي ويُملأ بمعجون الشوكولاتة الغني ويُزين ليشبه سجلًا، مع ديكورات صالحة للأكل مثل فطر الميرانغ وأوراق المارزيبان. يمكن أن يكون إعداد هذا الحلوى معقدًا، يعكس فن الحلواني الفرنسي وفرحة التجمعات العيدية.
كاردينال سينشتن النمساوي هو كعكة الميرانغ المذهلة المكونة من طبقات من الميرانغ الحلو والكعك الإسفنجي، عادةً مملوءة بالكريمة والفواكه. عرضها الملون وملمسها الخفيف يجعلها مفضلة خلال المناسبات الاحتفالية. وتُحتفل بأناقتها، وغالبًا تُقدم في حفلات الزفاف وخلال موسم عيد الميلاد.
فطائر اللحم المفروم هي حلوى بريطانية تقليدية للعيد، عادةً محشوة بمزيج من الفواكه المجففة والتوابل وأحيانًا اللحم. هذه الفطائر الصغيرة لها تاريخ عريق يعود إلى العصور الوسطى، وكانت تُصنع في البداية باللحم كرمز للازدهار. اليوم، غالبًا ما تُستمتع خلال موسم الأعياد، وغالبًا ترافق بكوب من النبيذ الممزوج بالتوابل.
سُميت على اسم راقصة الباليه الروسية آنا باولوفا، هذه الحلوى عبارة عن ميرانغ خفيف أصبح رمزًا للاحتفال في أستراليا ونيوزيلندا. يُزين بالكريمة المخفوقة والفواكه الطازجة، وهو خفيف ومنعش، مما يجعله نهاية مثالية لوجبة احتفالية. قشرته الخارجية المقرمشة وداخلها اللين، الذي يشبه المارشميلو، يخلقان قوامًا رائعًا يحبه الكثيرون.
في إندونيسيا، يُعد كوي كوبير من الحلويات الشهيرة في موسم الأعياد، خاصة خلال فصول الاحتفال. تُصنع هذه الكعك الصغيرة من خليط دقيق الأرز اللاصق وحليب جوز الهند، محشوة بجوز الهند المبشور الحلو أو الشوكولاتة، وغالبًا تُقدم مع رشة من بذور السمسم. يعكس كوي كوبير نكهات المطبخ الإندونيسي الغنية ويضفي لمسة من الحلاوة على الاحتفالات.
في الثقافة الصينية، يُعد نيان جاو، أو كعكة الأرز اللزج، من الضروريات خلال رأس السنة القمرية الجديدة. ترمز هذه الحلوى إلى الازدهار والتآلف للسنة القادمة. تُصنع من دقيق الأرز اللاصق والماء، ويمكن أن تُطهى على البخار، أو تُقلى، أو تُقدم في حساء حلو. قوامها المطاطي وملمسها الحلو يجعلها مفضلة بين العائلات التي تحتفل بالسنة الجديدة.
روسكا دي رييس هي كعكة احتفالية تُقدم في السادس من يناير، المعروف بيوم الملوك الثلاثة. يُزين هذا الخبز على شكل حلقات بالفواكه الملونة، وغالبًا يحتوي على تمثال صغير وفاصوليا مخفية بداخله. يُقال إن الشخص الذي يجد التمثال يستضيف الاحتفال التالي، مما يجعل هذه الحلوى تقليدًا ممتعًا وتفاعليًا. نكهتها الحلوة وتاريخها الغني يجعلها عنصرًا أساسيًا في العديد من البلدان الناطقة بالإسبانية.
سيرنيك البولندي، أو التشيز كيك، هو حلوى شهيرة خلال موسم عيد الميلاد. يُصنع من جبنة ترافورج، ويمكن أن يُنكّه بالفانيليا أو الليمون أو الشوكولاتة. غالبًا ما يتضمن إعداد سيرنيك قاعدة زبدية، مما يجعله حلوى ممتعة للمشاركة مع العائلة خلال العطلات. كل قضمة تعكس دفء الضيافة والتقاليد البولندية.
عالم الحلويات العيدية متنوع بقدر تنوع الثقافات التي تحتفل بها. كل حلوى تروي قصة من التقاليد والعائلة والاحتفال، وتذكرنا بالفرح الذي يضيفه الطعام خلال الموسم الاحتفالي. سواء كنت تستمتع بشرائح من بانيتوني أو قضمة من باولوفا، تدعوك هذه الحلويات العيدية لتذوق نكهات ثقافات مختلفة وخلق ذكريات دائمة حول المائدة. احتضن حلاوة الموسم واستكشف هذه الحلويات الرائعة التي تجعل الأعياد أكثر خصوصية.